السعداوى المشرف العام
ايه رأيك في المنتدي؟ : كدا
| موضوع: الفن والكره السبت فبراير 06, 2010 1:47 am | |
| من يقول إن الفن و الرياضة تفاهة فهو من المؤكد جاهل...هارون الرشيد الذي تذكره في النادرة التاريخية كان يفيض بمئات آلاف الدنانير على الشعراء، و طبعا بالأخص شعراء المديح. الشعر مثل الرياضة و الفنون لم يسلم في تاريخة من اتهامات "التفاهة" و "اللهو الفارغ" الذي يشغل عن العمل الجاد. من يفكر بهذه الطريقة في النهاية يناقض نفسه، لأنه لا يوجد أحد على وجه الأرض لم يقع في غرام أحد النشاطات الإنسانية التافهة مثل الرياضة أو الأدب أو الفنون. أحمد زويل و محمد النشائي و جمال حمدان و محمد ناجي و حتى الرسل و الأنبياء من المؤكد كلهم يحبون اشياء قد تبدو تافهة و بعيدة عن الواقع و العمل الجاد. الإهمال الذي يلقاه العلماء و المثقفون من السلطة أمر مؤسف جدا و لكن ليس سببا لاستصغار الرياضة و الفنون. على كل حال من يعرف تاريخ الرياضة منذ بداية الحضارة الإنسانية يعلم تماما أن الرياضة أبعد ما يكون عن التفاهة و أن لها دورا كبيرا في المجتمعات يتجاوز مجرد "المتعة" التي هي أصلا وحدها كافية لتبرير قيمة الرياضة. سأضرب لك مثلا لعلك تعتبر: في أوليمبياد 1936 المقامة في ألمانيا النازية، حصل متسابقون زنوج على العديد من الميداليات الذهبية، و ذلك بالطبع أحرج هتلر الذي كان يروج في ذلك الوقت لفكرة تفوق الجنس الآري عقليا و بدنيا و انحطاط أجناس مثل اليهود و الزنوج، لدرجة أن هتلر تأزم أثناء حضوره أحد المسابقات التي فاز بها زنجي و غادر الإستاد قبل توزيع الجوائز...و هكذا ساهم هؤلاء الزنوج في إظهار سخف فكرة التفوق الآري في وقت كانت قوية و منتشرة فى اوربا وهذة هى بضاعتنا ...نحن نفتح امام الشباب الفرص فى الابداع والابتكار فقط فى مجالين هما الفن والكرة ...ونحن لا نفتح مجالات اخرى للتميز او الابتكار خوفا على الشباب من الارهاق وتشتت التفكير ....فيكفى مجالين عشان يركزوا ويتفوقوا . لهذا فان وزير البترول تبرع ب 5 مليون جنية دفعة اولى للاسماعيلى خوفا من انهيار النادى وفقدا ن اى منافس فى الدورى وذلك حتى لا تنصرف الناس عن الكرة ...وضخامة المكافات للاعبين وارتفاع اجور الفنانات والفنانين هى اشياء مقصود بها دفع الشباب للجرى وراء طريق الشهرة والفلوس ....لا نريد مفكرين ولا كتاب لان الناس عاوزة تفرح ( افرح ياقلبى لك نصيب ). والناس لا تقرء ايضا خلينا فى جهلنا زهقت من الناس الذين يعتبرون كرة القدم--أو أي رياضة--مجرد لعبة تافهة....يحب البعض أن يقف دائما ضد ذوق الجمهور "السوقي" ليشعر أنه مختلف أو جاد و محترم--من المؤكد أن خلف ذلك عقدا نفسية. غزارة المال في أي شيء له جمهور بهذا الحجم نتاج بديهي: عندما كان للشعر قاعدة جماهيرية كبيرة كان السلاطين يغدقون على الشعراء مئات آلاف الدنانير. على الجانب الآخر من المعادلة يوجد الكثير من نفس النمط يعتبرون الفن و الأدب من الأنشطة الإنسانية التافهة. على العموم، هناك فيلسوف إنجليزي له كتاب عن فلسفة الجمال خصص فصلا كاملا عن جماليات الرياضة و لأنه ليس مصابا بداء التزمت لم ينتقص من القيمة الجمالية للرياضة أو يضعها في مقام أدنى بالمقارنة مع أي فن آخر. هوس الشعوب بالرياضة ليس من فراغ، و كل زمن له ذوقه الخاص. إن شاء الله الشفاء للكاتب محمد ناجي لكن لا أعرف لماذا الاعتراض على التعامل مع أزمة صحية لكاتب يأخذ شكل مقارنة تستتفه لاعب كرة قدم ساهم في إنجاز رياضي تاريخي؟ | |
|